بين طيات الأرض السورية وطبقاتها العتيقة، وُجدت كنوز نادرة تشهد على العمق الحضاري والإنساني الذي ميّز هذه الأرض عبر آلاف السنين. كل قطعة أثرية، مهما صغر حجمها، تحمل بصمة حضارة، وإرث أمة، ورسالة من زمنٍ مضى إلى الحاضر. في مختاراتنا من القطع الأثرية، نستعرض مجموعة من أندر وأهم اللقى التي اكتُشفت في مواقع متعددة مثل إبلا، ماري، أوغاريت، تدمر، ودمشق القديمة.

هذه القطع ليست مجرّد شواهد صامتة، بل هي وثائق مادية ناطقة تنقل لنا تفاصيل الحياة اليومية، والفكر، والدين، والفن، وحتى العلاقات السياسية والاقتصادية التي سادت في عصور مختلفة. من رقيمات طينية خطّت بأبجديات العالم الأولى، إلى تماثيل مذهلة، وأدوات منزلية، وكنوز معدنية وفخارية، كل قطعة تروي قصة متفرّدة تنتمي إلى فسيفساء التاريخ السوري الزاخر.

نعرض هذه المختارات بعناية، لتكون جسرًا بين الماضي والمستقبل، بين الزائر والمعنى. إنها دعوة لاكتشاف دهشة التفاصيل، والتمهّل عند عظمة ما خلّفه الإنسان السوري القديم، وتأمّل الأثر الذي لا يزال حيًا في وجدان الأرض وشعبها.